السبت، 15 يونيو 2013

مع شهر شعبان..وفضله

التعريف بشهر شعبان
شهر شعبان هوالشهر الثامن من شهور السنة الهجرية، وهو الشهر الذي بين رجب و رمضان.
وروده في القرآن الكريم والسنة النبوية:
لم يرد لفظ شعبان في القرآن الكريم، وإنما ورد في السنة في عدة أحاديث.
سبب تسميته بهذا الاسم:
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: «وسمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام»([1]).
* * *
فضائل شهر شعبان
1- أن الأعمال ترفع فيه إلى الله :
لما رواه أسامة بن زيد قال: قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»([2]).
2- كثرة صيام النبي فيه:
ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة ل قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لاَ يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لاَ يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ غ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ»([3]).
وفي رواية: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ  صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ»([4]).
وفي رواية: «وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا»([5]).




([1]) فتح الباري (4/213).
([2]) رواه النسائي (2357)، وحسنه الألباني في تمام المنة (ص:412).
([3]) رواه البخاري (1969)، ومسلم (1156).
([4]) رواه البخاري (1970).
([5]) رواه مسلم (1156).

الخميس، 13 يونيو 2013

بريد مكتوب Maktoob Mail
اضغط لقراءة المزيد: http://www.compuhot.com/directory.asp?title=%C8%D1%ED%CF-%E3%DF%CA%E6%C8-Maktoob-Mail&c=12&id=20842

يا قدسُ (شعر)

                                           يا قـُدْسُ
 
يا قدسُ يا وطـنَ النبيين الأُولـَى ** حَملوا إلى الدنيا الضياءَ وبشَّروا
يا ثالث الحرمــــــــين أول قبلـةٍ ** للمسلمين تُرى تَهـــونُ وتَصْغُــرُ
يا قدسُ مُذ أسرى النبيِ تَشَوُّقًـا ** لكِ, والدُنـا بكِ تهتـدي وتُنَــــــوَّرُ
ماذا نقــــولُ غـدًا لأجيـالٍ لنــــا ** في الغيبِ تَرتَقِبُ النهـــارَ وتَنظُـرُ
وإذا العروبـة ُلَمْلَمَتْ أَذيَالهـــــا  **  وتقهقرتْ وهَوىَ الشهابُ المُقمِرُ
وطني الكبيرَ أسامـعٌ أمْ يَا تُـرىَ ** صُـمَّــت بـِكَ الآذانُ لا تـَتـَـــأَثـَّرُ؟
وطني الكبيرَ أرْىَ لَدَيْكَ أُرومَتي ** باتـَتْ مُهَـــدَّدةً وأنـْتَ مُـقََـَصِّـــــرُ
عربيـَّة ٌيا قدسُ أطلَقهـا الأُولـَى  ** حَمَلوا الأمَـانة َمُخلِصـينَ وكَبَّرُوا
عربيـَّة ٌأرضـًا, سمــاءً, مَحْْـتِـدًا ** عُمـرًا, وتاريخــًا يضيءُ ويُزهِــرُ
عربيـَّة ..ٌعَلَّمتِنـــا أنَّ الفِــــــدا  **  دَربٌ إلى الحقِّ السليبِ ومَعْـبَــرُ
تَبْقَيَنَ ما بقيَ الزمـــــانُ عزيزةً ** يا قُـدسُ مهمـا حاولوا أو دبَّـروا
لبيكِ يا قدسَ السلامِ ومرحـبــــًا **  بالعاديـاتِ وويـلُ مَـن لا يَنْفِــــرُ
 
 
                             شعر: هارون هاشم رشيد

من وصايا زين العابدين:علي بن الحسين رضي الله عنهما


من أقوال ووصايا زين العابدين:علي بن الحسين 
  
*كان يقول: اللهمَّ إنِّي أعوذ بك أن تُحسِّن في لوامع العيون علانيتي, وتُقَبِّح سريرتي, اللهمَّ كما أسأتُ وأحسنتَ إليَّ فإذا عُدتُ فَعُدْ عليَّ.
* وكان يقول:إنَّ قومًا عبدوا الله عزَّ وجلَّ رهبة ًفَتِلكَ عبادةُ العبيد,وآخرون عبدوه رغبة ً فتلك عبادةُ التجار, وقومًا عبدوا الله شُكرًا فتلكَ عبادةُ الأحرار.*وقال ابنه أبو جعفر محمد الباقر :أوصاني أبي قال:لا تصحبنَّ خمسة ًولا تُحادثهم ولا ترافقهم في طريق,قال:قلتُ: جُعِلتُ فداءك يا أبتِ,من هؤلاء الخمسة؟

قال:لا تصْحَبَنَّ فاسقًا,فإنَّه يبيعك بأكلةٍ فما دونها,قلتُ:يا أبتِ وما دونها؟ قال:يطمعُ فيها ثمَّ لا ينالها.قلت:يا أبتِ ومن الثاني؟ قال:لا تصحبنَّ البخيل, فأنه يقطعُ بك في مالهِ أحوج ما كنتَ إليه.
قلت:يا أبتِ ومن الثالث؟ قال:لا تصحبنَّ كذابًا,فإنه بمنزلةِ السَّراب يُبعِّد منك القريب ويقَّرب منك البعيد.قلت:يا أبتِ ومن الرابع؟ قال:لا تصحبنَّ أحمق, فإنه يريد أن يَنْفَعكْ فَيَضُرّك .
قلت:يا أبتِ ومن الخامس؟ قال:لا تصحبنَّ قاطعَ رحِم فإنِّي وجدتُهُُُ ملعونًا في كتابِ الله في ثلاثةِ مواضع.

من أقوال الفاروق عمر رضي الله عنه


من حِكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه

قال الأحنف : قال عُمَر  : من كتُرَ ضحِكُه قَلَّتْ هَيْبَتُهُ, ومن مَزحَ استُخِفَ به, ومن أكثر من شيءٍ عُرِفَ به,
 
 
 ومن كَثُر كلامُه كَثر سَقَطُه , ومن كثُر سَقطه قَلَّ حياؤه , ومن قلَّ حياؤه قلَّ ورعُه ,ومن قلَّ ورعُهُ قلَّ خيره , ومن كثُرَ أكلُهُ لم يجِدْ لذكر الله لذةً ,ومن كثُر نومهُ لم يجد في عمره بركة, ومن كثر كلامه في الناس سَقط حقه عند الله وخرج من الدنيا على غير الاستقامة.

من وصايا الإمام جعفر الصادق

من وصايا الإمام جعفر الصادق 

* قال: عجبتُ لمن خاف, كيف لا يفزع إلى قول الله تعالى: (حَسْبُنَا اللَّه ُوَنِعْمَ الوَكِيلُ) فإنَّ الله يعقبها بقوله (فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) {آل عمران:173-174}.
 وعَجِبتُ لمن اغتَمَّ, كيف لا يفزعُ إلى قول الله تعالى: (لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فالله يعقبها بقوله (فَاسْتَجَبْنَا لَه ُوَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي المُؤْمِنِينَ) {الأنبياء:87-88}.
وعجبتُ لمن يُمكَرُ به, كيف لا يفزعُ إلى قول الله تعالى: (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) فإنَّ اللهَ يعقبها بقوله (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا){غافر:44-45}.

وعجبتُ لمن طلب الدنيا وزينتها, كيف لا يفزع إلى قول الله تعالى: (مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ) فإنِّي سمعتُ اللهَ يعقبها بقولهن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاًوَوَلَداً* فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِي خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ) {الكهف:39-40}.

أبو حازم والخليفة سليمان بن عبد الملك

أبو حازم والخليفة سليمان بن عبد الملك
 
* في كتاب حلية الأولياء:عن يحيى بن أبي كثير قال:دخل سليمان بن عبد الملك المدينة حاجًا فقال:هل بها رجلٌ أدرك عدة ًمن الصحابة؟
قالوا:نعم,أبو حازم(سلمة بن دينار ) ,فأرسل إليه.
 فلما أتاه قال:يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟
قال:وأيُّ جفاءٍ رأيت مني يا أمير المؤمنين؟
قال:وجوهُ الناس أتوني ولم تأتني .
قال:والله ما عرفتني قبل هذا ولا أنا رأيتُك,فأيَّ جفاءٍ رأيت مني؟
  فقال:أصابً الشيخُ وأخطأتُ أنا,
ثم قال:يا أبا حازم ما لنا نكرهُ الموت؟
 
فقال:عمَّرتم الدنيا وخرَّبتم الآخرة فتكرهون الخروج من العمران إلى الخراب.
 
قال:صدقت,يا أبا حازم –ليتَ شعري- ما لنا عند الله تعالى غدًا؟
قال:اعرض عملكَ على كتاب اللهِ عزَّ وجلَّ.
قال:وأين أجِدُهُ من كتاب الله تعالى؟
قال:قال الله تعالى: (إنَّ الأبرارَ لفي نعيمٍ*وإنَّ الفُجَّارَ لفي جَحِيمٍ)
قال سليمان:فأين رحمةُ الله؟
قال أبو حازم:قريبٌ من المحسنين.
قال سليمان:ليْتَ شعري,كيفَ يكونُ العرضُ على اللهِ غدًا؟
قال:أما المحسِنُ كالغائبِ يقدمُ على أهلِهِ,وأما المسيءُ كالآبقِ يُقدَمُ بهِ على مولاه
فبكى سُليمان,حتى علا نحيبُهُ واشتدَّ بكاؤه.
فقال:يا أبا حازم كيف لنا أن نُصلح؟
قال:تدعون عنكم الصَلَف,وتمسكوا بالمروءة,وتقسموا بالسَّوية,وتعدِلوا في القضية
قال:يا أبا حازم,وكيف المأخذ من ذلك؟
قال:تأخذه بحقِّه وتضعهُ بحقه في أهلِه.
قال:يا أبا حازم,من أفضلُ الخلائق؟
قال:أولوا المروءة والنُّهَى.
قال:فما أعدلُ العدل؟
قال:كلمةُ صدقٍ عند من ترجوهُ وتخافُهُ.
قال:فما أسرعُ الدعاء إجابةً؟
قال:دعاءُ المُحْسنِ للمُحسِنين.
قال:فما أفضلُ الصدقة؟
قال:جهدُ المُقِلِّ إلى يدِ البائس الفقير,لا يتبعُها مَنٌّ ولا أذى.
قال:يا أبا حازم,مَن أكيسُ الناس؟
قال:رجلٌ ظفَرَ بطاعةِ الله تعالى, فعمِلَ بها,ثمَّ دلَّ الناس عليها.
قال:فمَن أحمقُ الخلْقِ؟
قال:رجلٌ اغتاظ في هوى أخيه وهو ظالمٌ له فَبَاع آخرته بدنياه.
قال:يا أبا حازم,هل لك أن تصحَبَنا,وتُصيبُ منَّا ونُصيب منك؟
قال:كلا
قال:ولمَ؟
قال:إنِّي أخافُ أن أركنَ إليكم شيئًا قليلاً فيذيقني الله ضعفَ الحياة وضعفَ المماتِ ثمَّ لا يكون لي منه نصيرًا.
قال: يا أبا حازم,ارفَعْ إليَّ حاجتك.
قال:نعم,تُدخلُني الجنة وتخرجُني من النار.
قال:ليس ذاك إليَّ.
قال:فما حاجة لي سواها.
قال:يا أبا حازم,فادعُ اللهَ لي .
قال:نعم,اللهمَّ إنْ كان سليمانُ من أوليائك فيسِّره لخير الدنيا والآخرة,وإن كان من أعدائك فخُذْ بناصيتهِ إلى ما تُحِبُّ وترضى.
قال سليمان:قط
قال أبو حازم:قد أكثرتُ وأطنبتُ إن كنت أهله,فإن لم تكن أهله فما حاجتك أن ترمي عن قوسٍ ليس لها وتر.
قال سليمان:يا أبا حازم,ما تقول فيما نحنُ فيه؟                                        
  قال:أوَ تعفيني يا أمير المؤمنين؟
قال:بل نصيحة تلقيها إليَّ .
قال:إنَّ آباءك غصبوا الناس هذا الأمرَ,وأخذوه عُنوةً بالسيف من غير مشورةٍ ولا اجتماع من الناس,وقد قتلوا فيه مقتلةً عظيمةً,وارتحلوا,فلو شعرتَ ما قالوا,وقيل لهم؟
فقال رجلٌ من جلسائه:بئسَ ما قلتَ.
قال أبو حازم:كذبتَ,إنَّ الله تعالى أخذ على العلماء الميثاقَ (لَتُبَيِّنُّنَّهُ للنَّاسِ ولاَ تَكتُمُونَهَ)
قال:يا أبا حازم,أوصني.
قال:نعم,سوف َأوصيك وأوجِزُ: نزِّه اللهَ تعالى وعظِّمْهُ أن يراك حيثُ نهاك,أو يفقِدُك حيثُ أمَرَك.
ثمَّ قامَ,فلما ولَّى,قال سليمان:يا أبا حازم,هذه مائةُ دينار,أنفِقها,ولك عندي أمثالها كثير.
فرمى بها, وقال:واللهِ ما أرضاها لك,فكيف أرضاها لنفسي؟.

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ



والمعني:
محمد رسول الله وأصحابه الذين معه أشداء أقوياء على الكفار، متراحمون، متعاطفون فيما بينهم، تُبصرهم راكعين ساجدين كثيرًا، يرجون بذلك ثوابًا عظيمًا من الله ورضوانًا عميمًا، علامتهم خشوعٌ ظاهرٌ فى وجوههم من أثر الصلاة كثيرًا، ذلك هو وصفهم العظيم فى التوراة، وصفتهم فى الإنجيل كصفة زرع أخرج أول ما ينشق عنه، فآزره، فتحول من الدقة إلى الغلظ، فاستقام على أصوله، يُعجب الزراع بقوَّته، وكان المؤمنون كذلك، ليغيظ الله بقوتهم الكفار، وعد الله هؤلاء الصحابة الذين آمنوا وعملوا الصالحات مغفرة تمحو جميع ذنوبهم، وأجرًا عظيمًا وهو الجنة.

  * فأنت ترى أن في الأية مدحًا  لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما هو ظاهر, لذلك ترى تفاسير الشيعة الاثنى عشرية تتفق مع تفاسير أهل السنة في ذلك, فظاهر الآية يجبرهم على ذلك , ولكن لسوء اعتقاد أكثرهم في جُلّ الصحابة ذهبوا إلى آخر كلمات في الآية ليفسروها بما يتفق مع أهوائهم فصدق فيهم قول الله تعالى: { فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ} { آل عمران:7} فذكروا في تفاسيرهم أن كلمة (من) في قوله تعالى: { وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً } للتبعيض , بمعنى أن وعد الله بالمغفرة والجنة يتحقق لبعض الصحابة دون بعض , حتى يخرجوا بذلك كل من رضي بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان بعد النبي صلى الله عليه وسلم ,بناءً على عقيدتهم أن الخليفة بعد النبي هو علي بن أبي طالب فتآمر الصحابة- بزعمهم- لغصب الخلافة من علي, وإعطائها لأبي بكر, وبذلك أخرجوهم من وعد الله لهم في هذه الآية, مع أن الثناء في أول الآية لعموم الصحابة حيث قال: (والذين معه) ولم يقل: ( وبعض الذين معه) , فانظر ماذا يصنع الهوى بصاحبه؟.

وقد ذكر أهل السنة في تفاسيرهم أن كلمة (من) في الآية ليست للتبعيض كما يزعم هؤلاء , بل هي على معنيين([1]):
 الأول: لبيان الجنس والمثل , أي أن وعد الله متحقق لهم ومن هو مثلهم, كما في قول الله تعالى: { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ }{الحج:30} فلا يقول عاقل أن( من) هنا تبعيضية وإلاّ كان المعنى فاجتنبوا بعض الأوثان ولا تجتنبوا بعضها.وهذا باطل. وإنما (من) هنا لبيان الجنس والمثل فيكون المعنى اجتنبوا الرجس من جنس الأوثان عموماً, أو اجتنبوا الرجس من أمثال هذه الأوثان.
الثاني: كلمة (من) هنا للتوكيد.فيكون المعنى : وعدهم الله تعالى كلهم مغفرة وأجرًا عظيما, كما يقول العربي: قطعت منالثوب قميصًا, ويريدُ قطعت الثوب كله قميصًا, وكما في قوله تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينًَ } {الإسراء:82} فليس معنى الآية أن بعض القرآن شفاءٌ للمؤمنين وبعضه ليس شفاءً.وإنما المعنى:القرآن كله شفاءٌ للمؤمنين , فكلمة(من)هنا مؤكدة للكلام.
ومما سبق بيانه يتضح أن معنى (منهم) في الآية المباركة -التي نحن بصدد تفسيرها- هي لبيان الجنس والمثل, أي من أمثالهم, أو للتأكيد عليهم رضي الله عنهم أجمعين.
ويؤيد ذلك سياق الآية فهي مدح لكلهم ليس فيها ذمٌ لبعضهم , فزكى ظاهرهم بالسجود والركوع والتذلل له فقال(تراهم ركعاً سجّداً) وزكى باطنهم فقال: (يبتغون فضلاً من الله ورضواناً) فبان بذلك مخالفتهم التامة لما عليه المنافقون من خبث الباطن والطوية كما في قوله تعالى: { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } {النساء:142} بل إن  قوله تعالى في مدح الصحابة: { تراهم ركعاً سجّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً }   يدل على الاستمرار. ويؤيد ذلك أن الله مًكَّن لهم في الأرض واستخلفهم فيها لأنهم حققوا ما وعد الله به المؤمنين في قوله تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }{ النور:55}
·  إن من تدبر كتاب الله تعالى بإنصاف وعدم اتباع للهوى عرف فضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ,وأنهم خير أتباعٍ لخير نبي صلى الله عليه وسلم, فما رزق نبي بأصحابٍ أعانوه على دعوته ونشر دينه كما رزق نبينا صلى الله عليه وسلم,إن الله تبارك وتعالى أثنى عليهم في مواضع كتيرة من كتابه فقال تعالى: { لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}{الحديد:10} أي الذين أنفقوا من قبل الفتح والذين أنفقوا من بعد الفتح كلهم وعدهم الله تبارك وتعالى الحسنى , وماذا يترتب على وعد الله تبارك وتعالى بالحسنى؟ يترتب عليه الجنة كما قال الله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ}{الأنبياء:101-102} ,
·  ولنتدبر قول الله تبارك وتعالى فيهم : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم}{التوبة:100}
·     و قول الله تعالى { لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}{الحشر:8-9}
·   و قول الله تبارك وتعالى:{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}{الفتح: 18} فانظر كيف زكى الله تعالى فعلهم(إذ يبايعونك) وزكى باطنهم(فعلم ما في قلوبهم) لذلك نالوا رضا الله ,ونزول السكينة والفتح القريب, وكانوا ألفًا وأربعمائة أو ألفًا وخمسمائة- كما جاءت بذلك الروايات- قال ابن عباس-كما في المستدرك(10/457) : قد أخبرنا الله عز وجل في القرآن إنه رضي عن أصحاب الشجرة ، فعلم ما في قلوبهم ، فهل أخبرنا أنه سخط عليهم بعد ذلك "أهـ .
وأقول: هل من يرضى عنه الله يمكن أن يكون منافقًا؟  إن الله تعالى لا يرضى إلا عن المؤمنين لأن الله تبارك وتعالى يعلم ما كان و ما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة, فالله سبحانه وتعالى بكل شيء عليم ولا يرضى الله عن قوم يعلم أنهم سيُختم لهم بالنفاق والكفر والعياذ بالله .
إن من أبرز صفات المنافقين في كتاب الله جل وعلا  أنهم أجبن الناس , يخافون على أنفسهم ويخافون الموت ولذلك تجدهم مذبذبين كما قال الله جل وعلا { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء }[النساء 143] فهل هذه الصفات هي صفات أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذين باعوا أنفسهم وأشتروا الجنة و الذين ضحوا بالأوطان والأموال وأغلى ما يملكون وبذلوا كل شيء في سبيل الله تبارك وتعالى,وهم الذين قاتلوا المرتدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم , وهم الذين فتحوا البلاد , فتحوا الهند والسند وفتحوا الشام ومصر وفتحوا العراق وبلاد فارس, وكسروا شوكة الروم,ونشروا الدين وعلت راية التوحيد في كثير من جنبات الأرض على أيديهم  ,  ثم يقال عنهم – بعد ثناء الله عليهم ورضاه عنهم-أنهم  باعوا دينهم  من أجل الدنيا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. ولم يبق على الإسلام !! إلا ثلاثة([2]) .. أو أربعة أو خمسة .. أو سبعة على الأكثر- على روايات متفاوتة عند هؤلاء الروافض , أنكذب كتاب الله عزّ وجلّ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه, ونصدق روايات الكذابين والزنادقة الذين يريدون هدم الدين وتمزيق الأمة..أين ذهبت العقول؟.
وفي السنة أحاديث كثيرة تبين فضائل الصحابة نذكر منها:
1- ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري ورواه مسلم- واللفظ له- عن أبي هريرة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي, لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي, فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ".
2-  في الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ".
3- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ "رواه أحمد والترمذي وصححه.
4-  روى مسلم عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ قَالَ: فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا؟ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ: أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ, قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ, وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ, فَقَالَ: النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ, فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ, وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي, فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ, وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي, فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ".
5- وروى مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ لَهُمْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ, فَيُفْتَحُ لَهُمْ, ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ لَهُمْ: فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ, فَيُفْتَحُ لَهُمْ, ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ, فَيُفْتَحُ لَهُمْ ".
6-   عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ فَقَالَ:" لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ" قَالَتْ حَفْصَةُ أَلَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ :{ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا }[ مريم:71] قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَهْ, { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا }[مريم:72] "رواه أحمد وغيره.
7- وفي الصحيحين عن عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ- كاتب علي- يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ فَقَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً مَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوا مِنْهَا قَالَ فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَةَ فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ قُلْنَا لَهَا أَخْرِجِي الْكِتَابَ قَالَتْ مَا مَعِي كِتَابٌ فَقُلْنَا لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ قَالَ فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى نَاسٍ بِمَكَّةَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا حَاطِبُ مَا هَذَا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ يَقُولُ كُنْتُ حَلِيفًا وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ مَنْ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنْ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ قَرَابَتِي وَلَمْ أَفْعَلْهُ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ, فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ, فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى مَنْ شَهِدَ بَدْرًا فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ "
وأما الآثار فنذكر فقط منها:
1- قال عبد الله بن مسعود: إن الله نظر في قلوب العباد فاختار محمدًا صلى الله عليه وسلم فبعثه إلى خلقه فبعثه برسالته وانتخبه بعلمه ثم نظر في قلوب الناس بعده فاختار الله له أصحابا فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيه صلى الله عليه وسلم فما رآه المؤمنون حسنا فهو حسن وما رآه المؤمنون قبيحا فهو عند الله قبيح " ([3])

2- قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: من كان مستنا فليستن بمن قد مات, أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, كانوا خير هذه الأمة, أبرها قلوبا وأعمقها علما, وأقلها تكلفا, قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم, ونقل دينه, فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم , فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم "([4]).
3- قال محمد بن الحنفية لأبيه علي بن أبي طالب: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ, قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ ,وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ, قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ قَالَ: مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ" رواه البخاري.
4- في كتب الشيعة الاثنى عشرية: في الكافي(1/65) عن ابن حازم قال: قلت لأبي عبد الله.. فأخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقوا على محمد صلى الله عليه وسلم أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا([5]) "
وفي الروضة من الكافي(8/101) في حديث أبي بصير و المرأة التي جاءت إلى أبي عبد الله تسأل عن (أبي بكر وعمر) فقال لها: توليهما، قالت: فأقول لربي إذا لقيته أنك أمرتني بولايتهما؟ قال: نعم([6]).
وفي بحار الأنوار(22/305):  قال النبي صلى الله عليه وسلم: " طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني، وطوبى لمن رأى من رأى من رآني"([7]).  
وفيه(22/309-310):عن موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أمنة لأصحابي، فإذا قُبِضت دنا من أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمّتي، فإذا قٌبِضَ أصحابي دَنَا من أمّتي ما يوعدون، ولا يزال هذا الدّين ظاهرًا على الأديان كلّها ما دام فيكم من قد رآني" ([8]).ولكن الشيعة كعادتهم تركوا روايات مدح الصحابة,وأوَّلوها بالتقية أو  بما يوافق أهوائهم,وأخذوا روايات الذم. لأن من أساسيات مذهبهم التقية ومخالفة آراء وعلوم الذين على غير مذهبهم.فعندهم أنه إذا احتاروا في مسألة شرعيةٍ ما لتعارض الأدلة مثلاً أو لعدم وجود دليل , نظروا إلى ما عند أهل السنة - وغيرهم ممن ليسوا من الشيعة الإمامية- في هذه المسألة من العلم ثم خالفوهم في ذلك زاعمين أن أئمتهم من أهل البيت هم الذين أمروهم بذلك.فأدى ذلك بهم إلى اتباع الأراء الشاذة والباطلة التي دسها لهم الكذابون والزنادقة الذين أرادوا هدم الدين وتمزيق الأمة.
فوائد ذات صلة:

الأولى: أجمع أهل السنة والجماعة على عدالة كل الصحابة ,  للآيات الكثيرة التي أثنى الله عليهم بها في كتابه, وللأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأنهم  وقد ذكرنا طرفًا منها.
مع الاعتراف بالتفاوت بينهم في المنزلة,وذلك لا يضر, فالرسل الذين هم أفضل البشر يتفاوتون في المنزلة قال تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ }{البقرة:253} والصحابة يخطئون ويصيبون,ولكن خطأهم  يكون عن اجتهادٍ منهم لا عن تعمد, وهو قليل ,إذا ما قورن بما أصابوا فيه, وهم ليسوا بمعصومين, فلا عصمة لأحدٍ بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حجر العسقلاني:اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة.أهـ([9])
وقال الخطيب البغدادي: على أنه لو لم يرد من الله عز وجلّ ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه- يقصد الأدلة من الكتاب والسنة على عدالتهم وفضلهم-لأوجبت الحال التي كانوا عليها - من الهجرة والجهاد والنصرة وبذل المُهج والأموال وقتل الآباء والأولاد والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين- القطع على عدالتهم والاعتقاد على نزاهتهم, وأنهم أفضل من المعدِّلين والمزكين الذين يجيئون من بعدهم أبد الآبدين.أهـ ([10])
وكذا نقل العراقي وابن الصلاح وابن كثير وغيرهم الإجماع على عدالة الصحابة.
 الثانية:  قال أبو زرعة الرازي: « إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحابُ رسول الله، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة"([11]).
الثالثة: قال القرطبي: روى أبو عروة الزبيريّ من ولد الزبير: كنا عند مالك بن أنس، فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك هذه الآية { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ } حتى بلغ { يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ }. فقال مالك: مَن أصبح من الناس في قلبه غيظٌ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية(يعني مالك:ليغيظ بهم الكفار)؛ ذكره الخطيب أبو بكر.
قلت: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله. فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد ردّ على الله رَبِّ العالمين، وأبطل شرائع المسلمين؛ قال الله تعالى: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ } الآية. وقال:{ لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ }[الفتح: 18] إلى غير ذلك من الآي التي تضمنت الثناء عليهم، والشهادةَ لهم بالصدق والفلاح؛ قال الله تعالى:{ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ }[الأحزاب:3 2]. وقال:{ لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً ـ إلى قوله ـ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ }[الحشر: 8]،  ثم قال عز من قائل:
وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ ـ إلى قوله ـ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }
[الحشر: 9] . وهذا كله مع علمه تبارك وتعالى بحالهم ومآل أمرهم"أهـ([12])
وفي تفسير القرطبي (18/25): وعن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين رضي الله عنهم: أنه جاءه رجل فقال له: يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما تقول في عثمان؟ فقال له: يا أخي أنت من قوم قال الله فيهم: { لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ } الآية. قال لا! قال: فوالله لئن لم تكن من أهل الآية فأنت من قومٍ قال الله فيهم: { وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَانَ } الآية. قال: لا! قال: فوالله لئن لم تكن من أهل الآية الثالثة لتخرجن من الإسلام - وهي قوله تعالى { وَٱلَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلإِيمَانِ } الآية- وقد قيل: إن محمد بن علي بن الحسين، رضي الله عنهم، روى عن أبيه: أن نفراً من أهل العراق جاءوا إليه، فسبّوا أبا بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ ثم عثمان ـ رضي الله عنه ـ فأكثروا؛ فقال لهم: أمِنَ المهاجرين الأوّلين أنتم؟ قالوا لا. فقال: أفمن الذين تبوّءوا الدار والإيمان من قبلهم؟ فقالوا لا. فقال: قد تبرأتم من هذين الفريقين! أنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل: { وَٱلَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } قوموا، فعل الله بكم وفعل!! ذكره النحاس.                          
 الرابعة: قال الشعبيّ: تفاضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلة، سُئلت اليهود: مَن خير أهل مِلّتكم؟ فقالوا: أصحاب موسى. وسئلت النصارى: من خير أهل مِلَّتكم؟ فقالوا: أصحاب عيسى. وسئلت الرافضة من شر أهل مِلتكم؟ فقالوا: أصحاب محمد، أمِروا بالاستغفار لهم فسبُّوهم، فالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة، لا تقوم لهم راية، ولا تثبت لهم قدم، ولا تجتمع لهم كلمة، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله بسفك دمائهم وإدحاض حجتهم.  ذكره القرطبي([13])
الخامسة:  اعلم أن أهل البيت رضي الله عنهم كانت تربطهم بالصحابة, وتربط الصحابة بهم, علاقات طيبة تسودها المودة والمحبة, ولم يكن بينهم أحقاد أو ضغائن كما يدّعي الشيعة الاثنى عشرية في كتبهم,ويذكرون روايات كاذبة عن أهل البيت في ذلك, نعم عندهم روايات عن أهل البيت تمدح الصحابة , ولكن أكثر رواياتهم تذم الصحابة, فأخذوا بروايات الذم,وتركوا روايات المدح  وزعموا أن أهل البيت رضي الله عنهم قالوها تقية. وسأذكر بعض الأمثلة التي تؤكد حسن العلاقة بينهم:
1-زوّج النبي صلى الله عليه وسلم ابنتيه أم كلثوم ورُقيَّة لعثمان بن عفان,واحدة بعد وفاة الأخرى.
2- زوّج أيضًا ابنته زينب للعاص بن الربيع
3- زوَّج علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
4- وتزوج علي بن أبي طالب أسماء بنت عُميس أرملة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
5- محمد بن أبي بكر الصديق هو ربيب عليّ أي تربَّى عنده مع أمه أسماء بنت عميس
6- تزوج عليٌّ رضي الله عنه من أمامة بنت العاص بن الربيع بعد وفاة خالتها فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
7- وتزوَّج محمد الباقر بن علي بن الحسين رضي الله عنهم أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
 ولذلك كان ابنه جعفر الصادق رضي الله عنه يقول: وَلَدني أبو بكر مرتين([14]),لأن أمُّه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وأمُّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
8- أبان بن عثمان بن عفان تزوج أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر  بن أبي طالب.
 9- وسكينة بنت الحسين بن علي تزوجها مصعب بن الزبير بن العوام.
 وغير هذا كثير فالزواج بينهم كثير جدًا والعلاقة حميمة.         
 10- علي بن أبي طالب سمَّي أولاده بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان.
 11- وكذلك الحسن سمَّي أبا بكر.
12- وعلي بن الحسين سمَّي عُمر.
13- وموسي بن جعفر سمَّي موسي وعائشة.
.....................

[1]- تفسير القرطبي(16/230-231)
[2] - يرون عن أبي جعفر كذبًا أنه قال :  كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة ".[البحار للمجلسي (22/333) و تفسير العياشي(1/199) ]
 2 -  وروى الكافي  : عن حمران قال : قلت لأبي جعفر "ع" ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها ؟ . فقال : ألا أخبرك بأعجب من ذلك ؟ قال . فقلت بلى . قال : المهاجرون والأنصار ذهبوا ... إلا ثلاثة "  [الكافي  (2 / 244)]
 3 - قالوا : إن الرسول ابتٌلِيَ بأصحاب قد ارتدوا من بعده عن الدين إلا القليل.
السيد مرتضى  الحسيني الفيروز آبادي النجفي "كتاب السبعه من السلف المكتبة الثقافية " ص 7 .
[3]- حلية الأولياء(1/375)
[4]- الحلية  (1/305-306)
[5]- أصول الكافي: (1/65)، بحار الأنوار:( 2/228)
[6]-  الروضة من الكافي (8/101)  وقال حسين الموسوي: لما سألت الإمام الخوئي عن قول أبي عبد الله للمرأة بتولي أبي بكر وعمر، قال: إنما قال لها ذلك تقية!!. وأقول للإمام الخوئي: إن المرأة كانت من شيعة أهل البيت، وأبو بصير من أصحاب الصادق u فما كان هناك موجب للقول بالتقية لو كان ذلك صحيحاً، فالحق إن هذا التبرير الذي قال به أبو القاسم الخوئي غير صحيح.أهـ من كتاب لله ثم للتاريخ ص: 29
[7]- بحار الأنوار: ( 22/ 305 )
[8]- بحارالأنوار: (22/ 309-310 )
[9]- الحافظ ابن حجر/  الإصابة في تمييز الصحابة (1/17)
[10]-الخطيب البغدادي/الكفاية في علم الرواية ص: 96
[11]- الكفاية في علم الرواية ص:49
[12]- تفسير القرطبي(16/231)
[13]- تفسير القرطبي(18/26)
[14]- ذكرها المجلسي في البحار(92/651) فهل يستطيع أحد من الشيعة إنكار نسبه هذا ؟؟ وإن أنكروا أنه قال هذا الكلام , لكن لا يستطيعون إنكار الزواج نفسه, فهلسيتزوج أحد من أهل البيت رضوان الله عليهم من أعدائهم وخصوصاً أبي بكر وهو مغتصبالخلافة كما يزعمون!!و قد جاء في كتبهم ما يؤكد ذلك أيضًا: في كتابمقاتل الطالبيينللأصفهاني( تحت اسم: عبد الله بن محمد..)  يقول: وعبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أخو جعفر بنمحمد, أمهما جميعاً أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر. وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر لأم ولد.أهـ.وفي الكافي (1/472) :باب مَوْلِدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ( عليه السلام ) قال الكليني: وُلْدِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِينَ وَ مَضَى فِي شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ مِائَةٍ وَ لَهُ خَمْسٌ وَ سِتُّونَ سَنَةً وَ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ فِي الْقَبْرِ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ أَبُوهُ وَ جَدُّهُ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ( عليه السلام ) وَ أُمُّهُ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَ أُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.أهـ